صورة اليوم الفلكيّة.

اشطُر الكون

رائد فضاء خلفه محطّة أو قمر صناعي وتحته الأرض وبيده ورقة مرسوم عليها زرّ أحمر مكتوب عليه "اشطُر الكون" وبقرب رأسه مرسوم فقاعة أفكار مكتوب فيها "انقر الزرّ رجاءً"

الآن فحسب، قبل أن تضغط الزر، يوجد كونَين مستقبَليَّين مُحتمَلَين. بيد أنّك بعد ضغط الزّر ستعيش في واحدٍ فقط. نسخة إنترنت واقعي لتجربة قط شرودنگِر الشهيرة، نقر الزر الأحمر في صورة رائد الفضاء المُرفَقَة سيُحوّل تلك الصورة إلى صورة لرائد الفضاء نفسه وهو يحمل أحد قِطَّين — واحدٌ حي، أو واحدٌ ميت. توقيت نقرتك، مصحوبٌ مع توصيلات دماغك وتوقيت جهازك بالميلّي ثانية، جميعها ستتآمر معاً لخلق نتيجة تُهيمن عليها، بصورةٍ مُحتمَلَة، عشوائيّة ميكانيكا الكم. [في النسخة العربيّة نستخدم قراءة كمّية فعليّة من جامعة أُستراليا الوطنيّة]

يعتقد البعض أنّ قرارك الكمّي الذي بادرت إليه بنفسك سيشطر الكون إلى اثنين، وأنّ كونَي القطّ الحي والقطّ الميت كلاهما موجودان في أجزاء منفصِلة من كونٍ متعدّدٍ أكبر. يعتقد البعض الآخر أن نتيجة نقرتك ستؤدي إلى تداعي الكونين المُحتَمَلَين إلى كونٍ واحد — في طريقةٍ لم يكن ليكون من الممكن توقّعها مُسبقاً. هناك آخرون أيضاً يعتقدون أنّ الكون حتميٌّ نموذجيّاً، أي أنّك بضغطك للزر لم تقم بشطر الكون حقّاً، لكنّك نفّذت فعلاً مُقدَّراً مُسبقاً منذ بداية الخليقة.

نحن في APOD/صورة اليوم الفلكيّة نعتقد أنّك مهما قد كنت تشعر بالسخافة لنقرك الزرّ الأحمر، وبغضّ النظر عن النتيجة، يجب أن تحظى بيومٍ يدعو للتفكّر. أو اثنين.